لقد راودتني فكرة تقديم فقرة مدكرات من الثراث المغربي الأصيل وأنا أتصفح احدى المجلدات,فقد أدهلني ما قرأته عن ثراثنا الفاخر الدي لا نعلم عنه الا القليل ,فقررت ان أقاسمكم ولو الشيء القليل من هدا الميراث الثمين.
فكما يعلم الجميع بلدنا تعاقبت على حكمه عدة حضارات مما أكسبه مزيجا فنيا رائعا بل غاية في الروعة,لكن مع كامل الأسف لم نعتني كما يجب بهدا الميراث الى أن أصبح مهددا بالانقراض و الزوال.
أثمنى أن تنال اعجابكم هده الفقرة :مدكرات من الثراث المغربي الأصيل نسبة الى المجلد الي أقتبس منه ,رغم أنني لا أملك درة شك في دلك ما دام الهدف هو احياء ثراثنا الأصيل و الثوغل في جدوره
فأنا عند المقدرة سأوافيكم بشيء من هدا الثراث الفاتن
أما اليوم سأفتتح هده الفقرة ببعض الأساطير وأمثاله
أحد المجالات المفضلة و الحية للابداع الشعبي المغربي
(( كان حتى كان......حتى كان الحبق و السوسن في حجر النبي عليه الصلاة و السلام))
هده هي العبارة السحرية التي كانت مدخلا إلى عالم الحكايات و الحلم في الأمسيات العائلية المغربية العريقة التي أصبحت اليوم مهددة بالانقراض.فبيد أن تقاليد الحكي ما تزال حية في المغرب حيث نجد إلى الآن رواة محترفين في المدن كمراكش بالطبع وفي غيرها إلا آن ر صيدهم يتشكل من روايات خرافية و أسطورية أكثر مما يتشكل من روايات بالمعنى الدقيق.
فقد كانت تروى هده الأخيرة في المساء من طرف النساء بالأساس وفي الجلسات العائلية الحميمة, أما روايتها خلال النهار فتعرض لخطر إنجاب أطفال قرعا انه نفس الخوف من القصاص الذي نجده لدى مختلف الشعوب
هناك وجوه مازالت حاضرة في كل الذاكرات : كمثل غالية بنت منصور التي بسطت حكمها على سبعة بحار وسبعة طيور, والتي كانت تسكن في عمق البحر السابع حيث يحملها الصقر ,كانت تفترش نصف شعرها وتتغطى بالنصف الآخر.
أو عائشة قنديشة جنية المياه وذات الأقدام الظلفاء, التي كانت تتقمص هيأة امرأة فاتنة لاجتذاب الرجال ودفعهم للهلاك فيما بعد,وهناك وجه ثالث أكثر بهاء: للا عائشة بنت النجار اليتيمة التي رعاها الجن في المهد, والتي كان علمها وذكائها شعلة متقدة , فانقدت بدلك أباها بإعطائه مفتاح الألغاز التي طرحها عليه الملك مهددا إياه بالموت إن عجز عن فكها: )) كنت شجرة سفرجل,أعطر المكان ,أنعش العشاق, واليوم رماني سيدي باللعنة,فأصبحت لوحا ينفث الماء من عينه((
فانجلت في حل هده الرموز وتوصلت الى الحقيقة المكتومة: )فقد كان الملك أقرعا ويخفي دلك بالعمامة, وعند مروره مرة بشجرة سفرجل علقت عمامته بأغصانها فانكشف رأسه أمام الجميع واشتد غضبا و أمر بقطع الشجرة وصنع ناعورة بخشبها. واجتازت للا عائشة بنت النجار ببراعة اختبارات مماثلة فكافئها السلطان بالتزوج بها.
أما للا عائشة بنت التاجر فقد تغلبت على الأمير بفضل دهائها وبالتنكر في هيئات وصور مختلفة تنطلي عليه ولا شك أن حوارهما الأول ما فتئ ماثلا في كل ذاكرة :الأمير: يا للا عايشه.!
يا ساقية الحبق وترشه
دخلت عليك بالله ............
شحال من ورقة في عرشه ؟
للا عائشة: يا سيدي محمد يا ولد السلطان!
يا قاري كتاب الله, وري لي........
شحال من حوتة في البحر...
شحال من نجمة في السما........
شحال من نقطة في القرآن !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟
غالبا ما تتحدث الحكايات المغربية العجائبية عن الثرواث الفجائية( متسولون يصبحون اغنباء و العكس)
وعن كنوز خارقة يرصدها الجن وهو موضوع و اعتقاد انتشر في المغرب العربي ككل وهناك انواع اخرى من الحكايات المغربية العريقة التي تتحدث عن الحب أو الضغينة وعن الحب والجوى بل وعن نزاعات اوديبية كمثل دلك الاب الدي يلبي الطلبات الشبقة للأميرة فرفضتها في يوم ما و أصبحت جارية وعن الأمهات اللواتي يغرن من جمال بناتهن كحكاية للا خالة الخضرا أو الغولة الخضرا
وكثيرا ما تتكرر موضوعات أخرى كالتزوج بأبناء العم و البكارة والعقم وهي موضوعات عالمية بصيغ مغاربية
وفي حكايات أخرى لا نشهد تدخل القوى الخارقة وهي غالبا ما تكون واعظة مليئة بالعبر الأخلاقية,أو هزلية ساخرة وجحا بالطبع هو أشهر شخصيات هده الأخيرة.
وعلاوة على دلك كانت هناك حكايات شهدت ميلادها في المغرب كالحكايات المتعلقة بالحيوانات سواء أكانت خرافات أم لا الا أنها غنية هي الأخرى بالصور و الرموز الأقرب الى الواقع
ويمثل ابن آوى و القنفد الشخصيتين الرئيسيتين فهما تتنافسان في المكر و الدهاء اد يواجه ابن آوى بحيله المائة صعوبات جمة في مواجهة القنفد بحيلته ونصف, الدي عادة ما يكون أكثر نباهة منه.
كما تزخر هده الحكايات بدكر أبي الحناء والقوبع,بل و ويحدث أيضا أن يناط ببعض الحيوانات دور الحكم في قضايا بشرية, وهكدا كان على الثعلب قاضي الحيوانات أن يبث حسب حكاية من فاس في القضية التالية:كان تاجر لبن يضيف الماء دائما الى بضاعته.ودات يوم قرر أداء فريضة الحج فسافر على متن باخرة رفقة قرد وفي الطريق رمى هدا الاخير بنصف ما يملكه الثاجر من دهب في عرض البحر.فرفعت القضية الى الثعلب الدي نطق بالحكم الثالي;(( انه الماء يعود الى الماء ما دام نصف دهبه ,يعود الفضل فيه الى الماء)).