هجرة الشباب وهواجس البحث عن لقمة العيش!!

ي حيرة تعشعش عقول شبابنا عما سيمتهنون من أعمال بعد إنهاء دراستهم الجامعية يتجهون لاختيار الحل الأسرع والأسهل بعيداً عن أعين محيطهم وكحل غير موثوق يعقدون العزم على السفر. فمنهم من يحظى بما أمل به والبعض الآخر يقبل بتواضع دون خيار بديل الأعمال البسيطة والمهن المتواضعة
التي لا يراها تليق به في بلاده ناسياً ما يحمل من شهادة جامعية وثقافية تؤهله للعمل بشرف في بلده وفي خدمته. ورغم ذلك نرى أعدادهم تزداد يوماً بعد يوم بهدف الربح السريع أو حباً في الغربة وارتياد بلاد أجنبية أو عربية. وكأن الوطن أصبح شاطئاً غير مأمول لهؤلاء الشباب أو أصبح مكاناً يحد من طموحاتهم وآمالهم ويمنعهم من سبل العيش الكريم أو أن الغربة باتت ملاذاً آمناً يهدّئ من روع نفوسهم وحول ذلك التقينا عدداً من الشباب فكان الآتي: بشار يوسف قال: درست طب الأسنان في سورية وقبل أن أتخرج رسمت حياتي المستقبلية وقررت السفر إلى فرنسا للعمل هناك اختصاراً للوقت وحباً بالحصول على جنسية أوروبية، عانيت كثيراً في بداية سفري وساعدني والدي كثيراً إلى أن وقفت على قدمي والآن أملك عيادة وأعمل بمشفى بدوام مسائي واشتريت بيتاً في وسط باريس ولا أفكر في العودة لأنني استقريت هنا ونلت الجنسية الفرنسية وآتي لزيارة والدي كل سنة مرة أو مرتين فالحياة مختلفة بين البلدين اختلافاً كبيراً وسيم داؤود قال: أغلب الشباب ممن انهوا دراستهم وحصلوا على وظيفة مثلي يجدون صعوبات عديدة فيما بعد حين يفكرون بتكوين أسرة، فتأمين المنزل ونفقات الحياة المعيشية الضخمة يتطلب الكثير من العمل تضيع معه سنوات من عمر الشباب فغالباً ما يكون الحل الأنسب هو السفر سعياً وراء الربح المادي السريع لتأمين البيت والسيارة ومبلغاً من المال يكفي للعيش الكريم ليجد فتاة تقبل به بعد ذلك. أحمد صقور قال: أنهيت دراستي بمعهد المعلوماتية وأنا الآن اخضع لدورات مكثفة للغة الانكليزية إضافة إلى الكومبيوتر لأنني بعد أشهر سأسافر إلى دولة قطر حيث عمي يعمل هناك منذ سنوات وهو سعيد بعمله ودخله ممتاز ويستطيع أن يؤمن لي فرصة عمل براتب جيد بداية فهناك سأجد طموحي ومستقبلي لأنني لم أجد هنا فرصة عمل مناسبة رغم أنني تخرجت منذ أكثر من سنة ونصف. شيرين معلا قالت: أنا مع هجرة الشباب إلى الخارج إن لم يجدوا فرصة عمل تناسبهم في بلادهم على ألا يذهبوا إلى المجهول ليعملوا بأي عمل يرونه أمامهم في سبيل لقمة العيش ولتكون بذلك الخسارة أكبر من الربح والأمر يختلف بين الشاب والفتاة. فأنا لا أحب الغربة ومستعدة أن أعمل أي شيء في بلدي خيراً من أن أسافر وأضيّع سنوات عمري في الغربة بعيداً عن أهلي. إلا أنه لا مانع لدي من السفر مع زوجي إذا اضطر الأمر ليعمل في الخارج.‏‏