منذ فترة الأفلام الصامتة كان للتدخين دورًا أساسيًا في رمزية الأفلام. وفي أفلام الجريمة التشويقية التي تتميز بجفاف المشاعر والتي يطلق عليها "الفيلم الأسود " نجد أن دخان السيجارة غالبًا يحيط الشخصيات ويستخدم باستمرار لإضفاء هالة من الغموض والعدمية على الشخصيات. وتظهر أولى ملامح تلك الرمزية من خلال فيلم أحد رواد هذا المجال وهو "فريتز لانج" في فترة "فايمار" ويحمل الفيلم عنوان "Dr Mabuse, der Spieler" ويعني "دكتور مابيوز المقامر" وهو إنتاج عام 1922. وفي هذا الفيلم يظهر الرجال وهم مفتتنون بلعب القمار ويدخنون السجائر أثناء اللعب. ومنذ البداية تم الربط بين النساء المدخنات وصورة الإغراء وقد جسدت الممثلة الألمانية "مارلينيه ديتريش" هذه الصورة بشكل واضح. وبالمثل، فإن بعض الممثلين أمثال "هيمفري بوجارت" و"أودري هيبورن" قد عُرفا بشخصياتهم التمثيلية المدخنة، كما اتسمت بعض أشهر صورهما وأدوارهما بسحابة كثيفة من دخان السجائر. وعززت "هيبورن" من هذا المظهر الساحر باستخدام مبسم السيجارة في فيلم "Breakfast at Tiffany's" (الفطار عند تيفاني) على وجه الخصوص. ومن الممكن استخدام التدخين كوسيلة للإطاحة بما تفرضه الرقابة حيث كان وضع سيجارتين مشتعلتين في منفضة السجائر دون أن يلمسهما أحد يرجح حدوث علاقة جنسية.
ومنذ الحرب العالمية الثانية، أصبح ظهور التدخين على الشاشة أقل تكرارًا نظرًا لانتشار الوعي بالمخاطر الصحية الواضحة للتدخين. ومع اكتساب الحركة المناهضة للتدخين مزيدًا من الاحترام والتأثير، أصبح هناك محاولات جادة لمنع ظهور التدخين على الشاشة لتجنب التشجيع على التدخين أو ربطه بأشياء إيجابية لاسيما في أفلام الأسرة. واليوم، أصبح التدخين على الشاشات شائعًا بين الشخصيات المجسدة والتي تظهر في صورة الأشخاص المعادية للمجتمع أو حتى المجرمين.[51]