mossaab1 ناشئ ماهر
عدد المساهمات : 257 نقاط : 5891 السٌّمعَة : 14 تاريخ التسجيل : 23/02/2010 العمر : 28
| موضوع: السفر عبر الزمن...!! أدخل ولن تصدق ما الذي يجري الجمعة مارس 05, 2010 5:59 am | |
| السفر عبر الزمن
اعتدنا في العقود القليلة الماضية مشاهدة أفلام تتحديث عن فكرة السفر في الزمن أو قراءة روايات تستعمل في حبكتها الروائية نفس المبدأ ... أناس يتنقلون من الحاضر إلى الماضي إلى المستقبل، يغيرون مسارات الأحداث الماضية فتتغير معها أحداث الحاضر وبالتالي المستقبل.
هي إحدى الأفكار التي طالما شغلت عقول البشر .. فكرة السفر في الزمن، فلنتخيل إمكانية الانتقال إلى الماضي لمقابلة عظماء التاريخ أو لرؤية الأحداث الكبرى التي شكلت حاضر الإنسان اليوم، أو لرؤية الواقع الذي كان موجوداً على كوكب الأرض حتى قبل وجود البشر، لمشاهدة الديناصورات تجول الأرض، أو أكثر من ذلك، فلنتخيل أن يمكننا الانتقال إلى المستقبل لرؤية ما سيصبح عليه حال الإنسان.
ما مدى صحة هذا المفهوم ؟؟ هل ( من الناحية العلمية النظرية البحتة ) يمكننا التنقل في الزمن ؟؟ هل هذه الأفلام أو الروايات مجرد خيال علمي أم أن جزئيات بسيطة منها تعتمد - ولو بشكل سطحي - على مفاهيم علمية ؟؟ مفهوم الزمن
علينا بداية تحديد معنى الزمن ... فحسب تعريف قاموس أكسفورد الإنجليزي Oxford English Dictionary فالزمن هو "الامتداد المحدود أو الفراغ المُكوّن من الوجود المستمر"، أما في القاموس الانجليزي المتقدم Advanced English Dictionary فهو "المسار المستمر من التجارب التي تمر فيها الأحداث من المستقبل إلى الحاضر إلى الماضي"، فبنظرنا إلى ساعة يدنا فإننا نرى عقرب الثواني يتحرك، وبهذه الحركة هو يقوم بعدّ الثواني التي أصبحت في تعداد الماضي.
العالم الشهير "كارل ساغان" (1934 - 1996) يرفض فكرة أن الزمن هو امتداد أو تدفق فهو يقول أنه : "إذا كان الزمن هو تدفق أو امتداد، فمقارنة مع ماذا سنعتبره متدفقاً أو ممتداً ؟؟ .. الزمن لا يمكن قياسه بواسطة الأحداث ولا يمكننا قياسه بواسطة الزمن نفسه".
الزمن هو شيء لا يمكننا أن نلمسه أو نراه ولكننا نرى آثاره، يمكننا رؤية آثاره على أجسامنا، فهي تكبر ثم تهرم ثم تموت والأمر نفسه ينطبق على الكثير من الأشياء الأخرى، فالزمن هو البعد الرابع في الكون (The Fourth Dimension of the Universe).
فالزمن إذاً هو هذا الفراغ الممتدة فيه الأ؛داث متحركة باتجاه واحد هو المستقبل فالحاضر فالماضي، بكلمات أخرى، فإن ما هو في الغد بالنسبة لشخص ما هو المستقبل وعندما يمر اليوم، ويصبح ذلك الشخص في اليوم التالي الغد بمفهوم الأمس، فإن مستقبله تحول بذلك إلى حاضره و .. إلخ ..
بمرور يوم آخر فإن حاضره انتقل ليصبح ماضيه، لكن ما نتحدث عنه هنا هو الانتقال من لحظة معينة الآن والذهاب إلى لحظة انتهت في الماضي لنعيشها وكأنها الحاضر، أو أن نذهب إلى المستقبل فوراً دون انتظار عداد الزمن الطبيعي لحياة أي منا، فهل هذا ممكن ؟؟
هذه الأفكار كانت موجودة منذ الأزل، ولكن أول من جعل التفكير بها بصورة علمية ممكناً هو "آلبرت آنشتاين" (1879 - 1955) في نظريتيه النسبية الخاصة والنسبية العامة، حيث أوضح لنا فيهما أنه بوجود إحداثيات هندسية مناسبة في الزمكان "أي الزمان والمكان" (Space-Time) أو وجود تحركات معينة في الفضاء، فإن السفر في الزمن باتجاه الماضي أو المستقبل يصبح ممكناً. في نظريتيه اللتين غيرتا نظرتنا إلى الكون ككل، يشرح لنا آنشتاين أن الزمان والمكان هما وجهان لنفس الشيء كما أن المادة والطاقة هما وجهان لنفس الشيء، ومن الجملة الثانية حول المادة والطاقة، أمكن وضع المعادلة الشهيرة التي أوصلتنا إلى الاستفادة من الطاقة النووية.
في النظرية النسبية الخاصة، يؤكد آنشتاين أنه لا يمكننا أبداً الوصول إلى سرعة الضوء، أو بالتالي، تجاوزها، ولكن في نفس الوقت فإن النظرية نفسها تصرح لنا بأن الزمن يمر بشكل يزداد تباطؤاً كلما ازدادت سرعة الجسم المتحرك، فمثلاً، الساعة الموجودة على متن طائرة تتحرك بسرعة كبيرة ستكون حركة عقاربها أبطأ من عقارب ساعة أخرى ثابتة عند مراقبة كلتيهما من قبل مراقب ثابت، وهذا تم إثباته عن طريق استخدام ساعتين ذريتين توأمتين "أي تم ضبطهما على نفس التوقيت" تم وضع إحداهما على متن طائرة والأخرى بقيت ثابتة على الأرض، وعند انتهاء رحلة الطائرة تم أخذ الوقت من كليهما، فوجد أن الساعة التي كانت على متن الطائرة تأخرت في توقيتها ببضع الأ<زاء من الثانية.
إذاً فبزيادة سرعة جسم معين سيستمر الزمن لديه بالتباطؤ، وباستمرار هذا التباطؤ وبوصول حركته إلى سرعة تقارب سرعة الضوء، فإن هذا سيجعل الزمن لديه يتوقف، وحسب العديد من العلماء، فمعنى هذا أنه عند التمكن من تجاوز سرعة الضوء، فإن عداد الزمن سيبدأ بالتحرك بشكل عكسي، أو بكلمات أخرى، سيبدأ بالعودة إلى الوراء في الزمن.
بهذا المفهوم، وبتجاوز سرعة الضوء، فإن السفر في الزمن باتجاه الماضي سيصبح ممكناً، لحديث هنا هو من الجانب النظري فقط، ولكن لماذا تؤكد النظرية استحالة الوصول إلى سرعة الضوء ؟؟ ما المانع من أن نصل في يوم ما من السفر بسرعة الضوء أو نتجاوزها ؟؟ ألم يتمكن الإنسان من تجاوز سرعة الصوت ؟؟ نعم لقد تمكن الإنسان من كسر حاجز الصوت، لكن لا يمكننا فعلاً أن نقارن سرعة الصوت بتلك الخاصة بالضوء، سرعة الصوت في المعدل هي حوالي /1225/ كم في الساعة أي أنها لا تتجاوز الـ /0,3403/ كم في الثانية، في حين أ، سرعة الضوء هي حوالي /300000/ كم في الثانية.
كذلك فبحسب معطيات النظرية النسبية، فإنه بازدياد سرعة حركة جسم معين فإن كتلته النسبية تزيد بشكل طردي مع سرعته، وبوصوله إلى سرعة الضوء، تصبح كتلته لانهائية مما يمنع إمكانية الوصول إلى هذه السرعة مهما حاولنا. لكن عند الحديث عن زيادة السرعة والوصول إلى سرعة الضوء واستحالتها، فإننا - حتى معلوماتنا الحالية - نقول باستحالة السفر إلى الماضي، لكن ما هي إمكانية السفر إلى المستقبل ؟؟
المصاعب النظرية مع السفر إلى المستقبل هي أقل بكثير، والعديد من العلماء يؤكدون أنها من الناحية النظرية ممكنة، العامل المهم هنا هو عدم قدرتنا على الوصول إلى سرعة الضوء مما يعني أنه عند تمكن شخص ما من السفر على متن مركبة فضائية بسرعة تقارب سرعة الضوء، كما هو مذكور سابقاً، فإن هذا يعني أن الزمن لديه سيتباطأ بشكل كبير جداً، هو لن يلاحظ هذا التباطؤ بنفسه، ولكن لو أمكن "بشكل جدلي" لشخص من الأرض أن يشاهده على متن المركبة وهو يربط حذاءه، فستبدو هذه العملية لمراقب من الأرض وكأنها تستغرق دهوراً، وعند عودة المسافر إلى الأرض، قد تكون الرحلة بالنسبة له قد استغرقت أياماً قليلة ولكن على الأرض سيجد أن عشرات الأعوام وربما قرن أو أكثر من الزمان قد مرّ | |
|