إنه لمغبون من ترك الجنة وما فيها لشهوة ساعة
قطوف من كلام فضيلة الشيخ /ابي اسحاق الحوينى حفظه الله
في الجنة لا يحوجك ربك إلى السؤال: أنا أريد أن آكل رماناً،
أريد أن آكل تفاحاً.. بل بمجرد ما تشتهي شيئاً تراه أمامك،
فالسؤال علامة الذل، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما
ذهب إليه بعض الصحابة قالوا: أوصنا، قال: (لا تسألوا
الناس شيئاً)، فكان سوط أحدهم يقع منه -يسقط من يده-
وهو راكب فرسه، فلا يقول: يا فلان ناولني، بل ينزل هو
بنفسه ويأخذه، لأن السؤال ذل، يدل على حاجة، فلا أحد
يسأل إلا وهو محتاج؛ شخص تاه عن العنوان يسأل عن
العنوان.. شخص يريد شيئاً يحتاجه يسأل عنه. فحتى لا
يحوجك في دار الخلود والنعيم المقيم، وحتى يزول عنك الذل
الذي كان في الدنيا وانتهت الحاجة إلى الخلق، كان من تمام
المتعة أنك ما اشتهيت شيئاً إلا وجدته أمامك، فهل يوجد
عاقل يضحي بالجنة لشهوة ساعة..؟!! إنه لمغبون من ترك
الجنة وما فيها لشهوة ساعة في الدنيا: رغيف الخبز حتى
تأكله لا بد أن يمر بمراحل عدة: تحرث الأرض، تحط البذر،
تروي، تنزع كل الأعشاب الضارة بالزرع، تظل تتعاهده،
يكبر، تحصده، تجمعه وتحمله للأجران، تدرسه، تفصل التبن
عن الحب، ومن ثم تأخذه بعد هذا فتطحنه لتجعله دقيقاً، ثم
تعجنه، ثم تخبزه، ثم تأكله.. هذا رغيف خبز، ولكنه مر بكل
هذه المراحل..! مصداقاً لقول الله عز وجل: لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ
فِي كَبَدٍ [البلد:4] فكيف تقبل فيها الحرام وهي ساعة؟!
المصدر/
موقع فضيلة الشيخ
منقول للفائدة