عندما ظهر فن السينما أطلق عليه لقب الفن السابع، وقد استخدم هذا المصطلح على نطاق واسع في أدبيات السينما، ولا سيما من قبل النقاد والمؤرخين السينمائيين، ومنذ ظهور السينما وحتى يومنا هذا يتساءل كثيرون عن سبب تسمية الفن السينمائي بالفن السابع ولماذا كانت السينما الفن السابع ولماذا لم يأخذ التلفزيون لقب الفن الثامن ؟ إن كثيرون يستخدمون مصطلح الفن السابع ولا يعرفون ما الفنون السابقة، ويظن كثيرون عندما يعددون الفنون الستة السابقة للسينما أن المسرح أو التمثيل من بينها، بل قد يدخل العجب في نفوسهم عندما يعرفون أنً واحداً من هذه الفنون الستة لا يصنف الآن ضمن قائمة الفنون بل ضمن الأدب.
وللتوضيح نذكر أن اليونان القدماء (الإغريق) هم الذين صنفوا الفنون الستة، وكانت الفنون المعتبرة عندهم هي: العمارة والموسيقا والرسم والنحت والشعر والرقص. ولم تعتبر الأجيال المتعاقبة المسرح الدرامي من هذه الفنون، مع أن شعبيته كانت كبيرة في مراحل زمنية عديدة، ربما لأن العرض المسرحي كان توليفة من الرقص والموسيقا تشكل متعة سمعية بصرية، ولذلك لم تجد الأجيال السابقة نفسها مضطرة لإطلاق تسمية الفن السابع على العرض المسرحي.
ولم يعتبر التلفزيون فنا، لأنه منذ بدايته كان أداة نقل وتوصيل لما يدور في الاستديو، وكانت أعماله الدرامية الأولى تعتمد على إعادة تمثيل مسرحيات شهيرة في استديو التلفزيون، وكانت السينما أيضاً أحد مواده الأثيرة، ويتم بث الأفلام السينمائية عبر جهاز أطلق عليه تلسينما.وقد بحثت عن أسباب إطلاق مصطلح الفن السابع على السينما، فوجدت إجابة شافية في معجم الفن السينمائي الذي كتبه شيخ النقاد والمخرجين أحمد كامل مرسي مع مجدي وهبه أستاذ اللغة الإنكليزية في جامعة القاهرة وتولى منصب وكيل وزارة الثقافة في مصر بين عامي 1966و1970 وهو غير الممثل الذي يحمل الاسم ذاته. وقد جاء في المعجم أن أول من أطلق تسمية الفن السابع على الفن السينمائي هو الناقد الفرنسي الإيطالي الأصل (ريتشيوتو كانودو)الذي ولد في إيطاليا عام 1879وعاش في باريس منذالسابع. القرن العشرين، ومات فيها عام 1923 ،وقد إشترك كانودوفي تحرير أكثر من 15 مجلة وجريدةسينمائية وكتب أبحاثاً في الموسيقا والمسرح والسينما وكتب الرواية والشعر والمسرحية،وأنشأفي عام 1923مجلة الفنون السبعة، وتعد أعظم كتاباته مجموعة مقالات كتبها بين عامي 1907و1923وقد جمعت بعد وفاته في كتاب بعنوان (مصنع الصور).وقد أعلن كانودو عن سبب تسمية السينما بالفن السابع فقال:لأن العمارة والموسيقا وهما من أعظم الفنون مع مكملاتهما من فنون الرسم والرقص والشعر والنحت قد كونت حتى الآن الكورال السداسي الإيقاع، للحلم الجمالي على مر العصور.ويرى كانودو أن السينما تجمع وتضم تلك الفنون الستة إنها الفن التشكيلي في حركة، فيها من طبيعة الفنون التشكيلية ومن طبيعة الفنون الإيقاعية في نفس الوقت ولذلك فهي الفن السابع .وقد أعجب النقاد بتسمية الفن السابع، واستخدمه النقاد العرب على نطاق واسع في مقالاتهم ودراساتهم، لأنهم وجدوا في هذا المصطلح الضالة المنشودة لاستعمال ألفاظ عربية بدلا من لفظ السينما الغربية عن لغتهم، وصدرت مجلات باسم الفن السابع.أشهرها المجلة التي أصدرها الفنان محمود حميدة، وكانت مجلة راقية بشكلها ومضمونها لكنها توقفت بسبب تكلفتها المرتفعة وعدم وجود ممول يتبنى إصدارها