<blockquote>ما زالت آفة الجراد الذي يغزو بلدان غرب وشمال أفريقيا ويخرّب المحاصيل
الزراعية بعيدة كل البعد عن الحل. فقد حذّرت منظمة الأغذية و الزراعة للأمم المتحدة
(الفاو) من أن مثل هذه الأسراب تبقى عموما على هذا النحو على مدى عدة فصول ويحتمل
أن تسبب أضرار فادحة على المحاصيل الزراعية في الجزائر والمغرب وتونس عام 2005.
و إلى حد الآن التهمت أسراب الجراد نصف محصول موريتانيا الزراعي ودمّرت مليوني
هكتار من المحاصيل الزراعية في الجزائر. بل أن بلدانا مثل مصر والمملكة العربية
السعودية التي نادرا ما تتعرض لهجوم حشرات الصحراء المؤذية، شهدت اكتساحا بأسراب
مهولة من الجراد.
أعداد الأسراب قد تبلغ المليارات
و هذه أسوأ هجمة للجراد ذو الأجنحة الصفراء منذ أكثر من عقد. ويحضر الجراد عادة
كل سنة الى القارة الأفريقية ولو بأعداد أقل. إلا أن الأمطار الغزيرة التي هطلت
لفترة مطوّلة عام 2004 أحدثت عوامل مؤاتية ساعدت الجراد الصحراوي على التكاثر بسرعة
هائلة وسريعة والتجمع في أسراب قد تبلغ كثافتها القصوى 80 مليون حشرة في الكيلومتر
المربع. و أفادت منظمة الفاو أن أعداد الأسراب قد تبلغ المليارات وأن بمقدور هذه
الحشرات السفر 200 كلم في اليوم الواحد.
كما أن جيلا جديدا من الجراد هو الآن يتكاثر في موريتانيا و شمال النيجر على حد
قول مدير المكتب الوطني المغربي لمكافحة الجراد، سعيد غوط. وحسب غوط سينتقل الجراد
الى بلدان المغرب العربي في يناير و من ثم يتكاثر في مارس أو أبريل قبل الرحيل
جنوبا من جديد بحلول يونيو.
وقال مسؤولون في الفاو أن تركيز جهود الوقاية على المغرب العربي على مدى الشهور
القليلة القادمة سيكون حاسما لتجنيب المغرب والجزائر وتونس و غرب ليبيا آثار هذه
الآفة.</blockquote>